منتديات شـــموع الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات شـــموع الحياة

المعرفة على ضوء الشموع أوقد شمعة خيرا من أن تلعن الظلام
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تابع ذكر أنواع شتى فى التأويل ( 3 )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 159
نقاط : 483
تاريخ التسجيل : 11/11/2011
الموقع : منتديات شـــموع

تابع ذكر أنواع شتى فى التأويل ( 3 ) Empty
مُساهمةموضوع: تابع ذكر أنواع شتى فى التأويل ( 3 )   تابع ذكر أنواع شتى فى التأويل ( 3 ) Emptyالسبت مايو 04, 2013 7:24 pm

تابع

الباب الثامن والخمسون
تفسير الأحلام لأبن سيرين


فى ذكر أنواع شتى

فى التأويل لا يشاكل

بعضها بعضأ .



وأما الملح :

فقال القيرواني أنّه يدل على مال عليه
التراب من الأموال لأنّه من الأرض سيما أنّ به
صلاح أقوات النفس فهو بمنزلة الدراهم والأموال
التي بها صلاح الخلق ومعايشهم.
ويدل أبيضه على بيض الدراهم وأسوده على سود الدراهم
ومطيبه على الذهب .
والمال الحلال وربما دل على الدباغ لأنّ كليهما أموال
وعروض وغنائم وهو دباغ بالحقيقة وربما دل على الفقه
والسنن والأديان لأنّ به صلاح ما به معاشه ويخشى منه
كقول بعض الحكماء في فساد العلماء:

بالملـح يصـلـح مـا يخـشـى تـغـيره فكيف بالمـلـح
إن حـلـت بـه الـغـير
وربما دل الشفاء من الأسقام لما جاء في بعض الآثار
أنَّ فيه شفاء من اثنين وسبعين داء.
وربما دلت السبخة على دار العلم وحلقة الذكر ودكان
المتطبب ومعدن الفضة والأندر والجرين وعلى المرأة العقيم
ذات المال والغلات فمن استفاد ملحاً في المنام أو ورثه
وهب له أو نزل عليه من السماء أو استقاه بالرشاء
نظرت إلىِ حاله فإن كان سقيماً بشرته بالصحة.
وإن كان طالباً للعلم ظفر بالفقه وإن كان طالباً
للدنيا عبرته له بالمال وخليق أن تكون فائدته

وكسبه له من أسباب الملح أو الملوحة كالجلاد والدباغ
والمسافر في البحر والصياد وبائع الزيتون والملوحة
وإن مرّ بسبخة في منامه وأخذ من ملحها في وعائه
وأداه إلى بيته فإما دواء يأخذ من طبيب أو جواب
يأخذه من فقيه أو مال يأخذه من عجوز عقيم أو سلعة
من الملوحات يشتريها من بائعها أو جلابها أو عاملها
أو أصلها ومكانها.

والطفل :

يدل على ما دلت عليه التراب من الأموال
والفوائد لأنّه من تراب الأرض.
وهو في ذلك أنفع وأدل على الكسب والبقاء.
فمن أفاد طفلاً في المنام أو اشتراه أو حفر عليه أفاد مالاً.
فإن أكله أكل حراماً لما فيه من النهي عن أكله.
ويدل أكل الطفل على الجبل لأنّه من شهوات الحامل.
ومن رأى أنّ صلاته فاتت عن وقتها أو لا يصيب موضعاً
يصليها فيه فإنَّ ذلك عسر في أمره الذي هو يطلبه من دين أو دنيا.
ولو رأى أنّه فاته صلاة ولم يتم الوضوء
أو تعذر ذلك عليه فإنّه لا يتم له أمره
الذي يطلبه إلاّ أن يرى أنّه قد أتم وضوءه سابقاً.

ولو رأى أنّه أتم وضوءه بغير ما يجوز به الوضوء
فإنّه بمنزلة من لم يتم وضوءه.
وكذلك غسل الجنابة إذا تم غسله تم له أمره
وإن لم يتم غسله لم يتم أمره.
فإن رأى التيمم بدد أن لا يقدر على الماء
فهو جائز ويجري مجرى ما ذكرنا.
ومن رأى أنّه قائم على حائط أو راكبه
فإنَّ الحائط حاله التي يقيمه إن كان
وثيقاً كانت حاله حسنة وإلاّ فعلى قدر الحائط واستمكانه منه.
ولو سقط عن ذلك الحائط سقط عن حاله تلك
أو عرت رجاء يرجوه أو عن أمر هو به مستمسك متعلق.
ومن رأى أنّه ضعيف في جسمين: فإنّه يصيبه هم.

والزعفران من الطيب ثناء حسن ما لم يظهر له صيغ.
فإن ظهر له صبغ في ثوب أو جسم فهو مرض.
فإن رأت امرأة أنّها حاضت لغير وقتهِا: ظهر لها مال.
والرجل بمنزلتها إذا رأى أنّه أمذى ظهر له مال.
ومن رأى أنَّ به فواقاً فإنّه يغضب ويتكلم
بما ليس من شأنه أو يمرض مرضاً شديداً.
وإذا رأت المرأة أنّها امتخطت ولدت جارية تشبهها.

ولو رأت امرأة مريضة أنها تزوجت زوجاً مجهولاً
فإنّها تموت إلا أن يكون شيخاً مجهولاً فإنّها تبرأ
وتصيب خيراً إذا هي عاينته أو وصف لها أنّه شيخ.
وكذلك لو رأى رجل أنّه تزوج بابنة شيخ مجهول
أو أخت شيخ مجهول فإنّه يصيب خيراً كثيراً
لأنّ الشيخ المجهول جد صاحب الرؤيا.
ومن نكح امرأة ميتة فإنّه يحيا له أمر ميت
ويظفر به أو يصيب سلطاناً من موضع لا يرجوه.

ولو رأت امرأة أنَّ رجلاً ميتاً ينكحها
فإنّها تصيب خيراً من موضع لم تكن ترجوه.
ومن رأى أنّه مضروب: لا يدري كيف ضرب
فهو صالح له يصيب مالاً وخيراً وكسوة.
وأجود الضرب في التأويل ما كان هكذا.
ومن رأى أنّ له ريشاً أو جناحاً فإنَّ ذلك رياسة
يصيبها وخيراً إلا أن يرى أنه يطير بجناحه ذلك
فإنّه يسافر سفراً في سلطان بقدر ما استقل من الأرض.

والمرأة إذا رأت كأنّ لها لحية كلحية الرجل
فإنّها لا تلد ولداً أبداً.
وإن كان لها ولد ساد أهل بيته
أو يكون لقيمها ذكر في الناس.
والخضاب زينة وفرج للمرأة والرجل ما
لم يجاوز العادة.

ومن يرى بهيمة تنكحه :

أو نحوها فإنّه يؤتى إليه من الخير والإفادة فوق أمله.

فإن كان ما ومن شتم إنساناً :

مما لا يحل له فإنَّ المشتوم يظفر بالشاتم.
ومن رأى أنّه ساجد أو راكع : كان ذلك له ظفراً وصلاحاً في أمره.
ومن دخل قبراً فإنّه يسجن.
ومن رأى أنّه ملفوف كما يلف الميت فإنّه موته
إذا غطي رأسه ورجلاه فإن لم يغط رأسه ورجلاه فإنّه فساد دينه.

ومن أغلق باباً :

تزوج امرأة.
وإن كان الباب من حديد فهو أجود وأهنأ.
ومن رأى أنّه مريض فسد دينه ولا يموت تلك السنة.
ومن رأى أنّه يقود أعمى فإنّه يرشد ضالاً إلى الهدى.
وإن
رأى أحد خفيه انتزع منه أو احترق
أو غلب عليه فإنّه يذهب نصف ماله
من المواشي بأرض العجم.
ومن رأى في يده كسرة خبز: يأكلها
في طريق أو سوق فقد بقي من عمره قليل.
وإن كانت الكسرة رقيقة فالأمر أعجلِ.
وإن كان على مائدة أو طبق فهو رزق ومعيشة.
فإن رأى أنّه يأكل على مائدة رغفاناً غلاظَاً
فهو طول عمره بعد أن لا يرى المائدة رفعت من بين يديه.
فإن رفعت بعد فراغه.

فقد نفد رزقه من ذلك الموضع أو ذلك البلد.
ومن أصاب القرع: أصاب خيراً ويقاتل إنساناً وينازعه ويظفر.
وورق الشجر رزق وأموال إلا ورق التين فإنّه حزن.
ومن رأى أنّه يسافر فإنّه يتحول ومن تحول فإنّه يسافر.
وانهدام الدار أو بعضها موت إنسان بها.
وموت إنسان في الدار ولم تكن له هيئة الأموات
من بكاء أو كفن أو نحوه.
فإنّه انهدام بعض الدار وكسر السفينة وهو فيها موت الولْد.


وشعر الرأس والجسد :

مال.
وعورات الجسد هي عورات صاحبه من النساء.
ومن رأى أنّ ثيابه ابتلت عليه وهو لابسها
فإنّه يقيم في الأمر الذي ينسب ذلك الثوب إليه ويمكث فيه.
ومن رأى أنّه يعبد الله أو يحمده أو يذكر الله عزّ وجل:
أصاب نجيراً أو غبطة.
ومن خرج من باب ضيق إلى سعة فإنّه صالح.
ومن رأى أنّه يمشي قهقري إلى ورائه: فإنّه يرجع على
أمر قد توجه فيه وعمل به.
فإن رأى أنّه يوصي وصية من يموت بحكمة
فإنه يتعاهد صلاح دينه والرديف في الرؤيا
هو الخلف وربما كان يسعى بجد صاحبه الذي تقدّمه.

ومن رأى أنّ منزله تحول بيعة للنصارى:
فإنَّ قوله بالقدر يضارع قوله النصارى.
ولو رأى أنَّ منزله تحول كنيسة لليهود فإنَّ قوله يضارع قول اليهود.
واللحم المالح المكسور عضو والمسلوخ إذا دخل داراً
فهو خير يأتيهم في مصيبة قد كانت وخمد ذكرها بقدر بلوغ اللحم.
ومن رأى أنّه يأكل مخاطه فهو يأكل من مال ولده.
وأكل مخاط غيره أكل مال ولد صاحب المخاط.

ومن رأى جنازة :

يتبعها نساء مجهولات ليس فيهن رجل
فهو وال يتبعه أمور أو تحيط به أمور كهيئة
النفساء وإن كن منتقبات فهن أمور ملتبسات
وإلاّ فعلى قدرهن في الهيئة وإن كن نساء معروفات
فهن هن بأعيانهن أو أمور معروفات أو يتولى
على قيمهن كما يتبعن الجنازة.
فإن رأى ثوبه وسخ فإن الوسخ في الثوب ذنوب لابسه.
ووسخ الجسد هموم من سبب مال.

فإن رأى أنّه مشبك أصابعه:

مشتغل بذلك عن العمل بها فإنّه في ضيق في ذات يده
لمكان أهل بيته وولد إخوته.
وإن كانوا جميعاً في أمر قد حزبهم أو يخافون منه
على أنفسهم فإنَّ أمرهم بينهم مجتمع قد انضم
بعضهم إلى بعض يستظهر بعضهم ببعض .

ومن رأى أنّه مزق ستراً معروفاً على باب معروف:
فإنّه يمزق عرض صاحبه وكذلك إذا مزق الكلب ثوباً
على صاحبه تمزق عرضه كذلك.
فإن كان الستر مجهولاً فهو نجاة من أمر يخافه
لأنّ الستر المجهول شر وخوف وإذا مزق نجا صاحبه.

ومن رأى أنّه وضع في كفة الميزان أو القبان:

أو شيء مما يوزن منه فرجح فله عند الله خير كثير
إذا كان مع ذلك سبب بر وخير.
ومن رأى أنّه يريد غلوّ باب داره ولا ينغلق
فإنّه يمتنع من أمر يعجز عنه.
فإن رأى أنّه دخل عليه من ذلك مكروه
أو محبوب فذلك يصل إليه.
فإن انغلق منه امتنع منه واحترس .

والناوس :

إذا كان فيه الميت فهو بيت مال حرام.
وإن لم يكن فيه شيء فهو رجل سوء يأوي إلى قوم سوء.
فإن رأى أنّه كنس سقف بيته وأخرج
عنه ترابه فهو ذهاب مال امرأته.
فإن رأى أنّه لبس قميصاً ليس له كمان
فهو حسن الشأن ليس له مال لأنّ المال ذات اليد
وليست له ذات اليد وهي الكمان.

ومن رأى أنّ ريقه جف :

فإنّه يعجز عن القليل فيما يفعله نظراؤه.
ومن رأى أنّه ضرس الأسنان فهو خذلان أهل بيته.
وكذلك الخدر في الرجلين أو بعض الجسد فهو خذلان
ما ينسب ذلك العضو إليه.
ومن رأى أنه غسل ميتاً مجهولاً: فإنّه يطهر رجلاً
فاسد الدين يتوب على يديه.
والدجال إنسان مخادع يفتن الناس فإذا رأى أنّه
يأكل ورق المصاحف مكتوباً أصاب رزقاً بمنكر من البر.

فإن رأى أنّ فلاناً مات وهو غائب يأتيه خبر
بفساد دينه وصلاح دنياه بلا تحقيق.
فإن رأى أنّه يستاك بالعذرة: أو ما يشبهها
فهو يقيم سنة بمكروه حرام.
فإن رأى شعر جسده طال كشعر الشاة فإنَّ الشعر
في الجسد لصاحب الدنيا ماله وسعة دنياه يزداد
منها ويطول فيها عمره وطول شعر الجسد لصاحب
الهموم والخوف ضيق حاله وتفرق أمره وقوة غمه في ذلك.

فإن رأى أنّه حلقه بنورة أو بموس فإذا حلق ذلك الشعر
عن جسده تفرق عنه الهموم وضيق
الحال وتحول إلى سعة وخير.
وإذا حلق ذلك الشعر من صاحب الدنيا وغضارتها
نقضت دنياه وانقطع عنه من غضارتها
وتحولت حاله إلى المكروه والضيق.
ومن رأى في لقمته من طعامه شعرة أو غيرها
من نحوها فإنّه يجد في معيشته نقصاً والعلق
بمنزلة الدود والقمل عيال.

فإن رأى أنّه يضرب بالبوق والناقوس :

فهو خبر باطل مشهور.
فإن رأى ذلك في موضع حمام مجهول يدخله الناس
فإن تلك المحلة أو الموضع امرأة ينتابها الناس.
ورؤيا ملك الموت كرؤيا بعض أشارف الملائكة.
ورؤيا القيء توبة أو رد شيء أخذه لغيره
فإن رأى أنّه ألقى الذي خرج منه فإنّه يرجع
في كل شيء كان رده على صاحبه فيعود فيه.
ومن رأى أنّه يمص ذكر الرجل: فإنّه ينال فرجاً
وغنى قليلاً وذكراً خاملاً وكذلك فرج المرأة إذا
عالجه الرجل بغير الذكر فهو فرج له فيه نقص
وضعف فإن رأى إنساناً يقطع نصفين عرضاً فرق بينه
وبين ماله أو رئيسه وكذلك سائر الأعضاء إذا بان
من صاحبه فارقه الذي ينسب إليه.
وقذى العين: سمر الدين ولا يضر صاحبه ما لم تنقص
حدة البصر شيئاً ومن خرج من دبره خرقة أو مالا
يكون من أجواف الناس مثله فإنّهم عياله غرباء يخرجون عنه.

ومن أصاب خرقاً من الثياب جدداً فإنّه يصيب كسوراً
من الأموال شبه الدوانيق وأموالاً مكسرة وإن كانت
الخرق خلقة بالية فلا خير فيها.

ومن ركب دابة مقلوباً فهو يأتي أمراً من غير
وجهه منكراً إن كان تعمد ذلك فإن لم يكن تعمد
فهو كذلك من غير أن يعلم.
ومن تسعط: فإنّه يغضب ويبلغ منه الغضب بقدر
السعوط وكذلك الحقنة إلا أن يكون ذلك لداء يتداوى به.
ومن رأى في يده زئبقاً فهو يخلف إنساناً بالمواعيد.
وإن هو أكله كان هو المبتلى بالخلف.
وإن رأى أنّ طيراً مات في يده من غير أن يقتله
أو يذبحه أصابه هم.
والسنبل: إذا رأيته نابتاً قائماً على ساقه
وعرفت عدده فتأويله سنون على عدد السنابل
لقول الله عزّ وجل والخضر منها سنون خصبة واليابسة سنون جدبة.

وإذا رأيته مجموعاً في يدك تملكه أو في البيدر
أو في الجواليق فهو مال مجموع بقدر قلّته وكثرته يصيب.
فإن رأىِ إنساناً يستنكهه: فوجد منه رائحة شراب
أو ريح نتن فإنَّ المستنكه يستطعمه كلاماً قبيحاً فيسمع
منه كلاماً كذلك بقدر نتن الرائحة.

وإن لم يجد منه ريحاً مكروهاً فإنّه يستطعمه
كلامه فيجده بقدر مبلغ رائحة الفم.
فإن وجد ريحاً مكروهة من بعض أسنانه فهو ثناء
قبيح ممن ينسب ذلك السن إليه من أهله ولعلّه يهجر ذلك.
فإن رأى أنّه تقيأ عذرة فإنّه يرد ما أخذه من مال حرام.
ومن رأى أنّه تطيّن بطين أو بجص حتى غطاه ذلك وغاب فهو يموت.
والخيط: عدة يعتدها المرء لأمر وكذلك الإبرة عدة
لعملها الذي يعمله بها وكذلك العصفر عدة لعمله
وكذلك الحناء عدة لعمله وكذلك الموس عدة وكذلك
القفل عدة وكذلك المنخل والغربال والمصفى والقلم
والبكرة والصابون والنخالة من كل شيء هو ثفله وأردؤه.

ومن رأى أنّه يمشي على يديه أو بطنه أو يده
ورجله أو شيء غير اللسان فإنَّ كلاً من ذلك بر
أو فجور وعلى الذي ينسب إليه العضو يستظهر
به في ذلك ومن رأى أنّه ملزوم بدين في المنام
وهو مقر به ولا يعرفه في اليقظة فإنَّ ذلك تبعات ذنوب
أحاطت به وأعمال معاص اجتمعت عليه يعاقب عليها
في الدنيا أو إسقام أو بعض بلايا الدنيا.

فإن رأى أنّ الشمس طلعت خاصة من بين ظلمة :

على موضع خاص ينكر ذلك لها وليس لها نور كنورها المعروف
فإنَّ ذلك بلية تنزله في ذلك الموضع من حرب
أو حريق أو طاعون أو برسام أو نحوه.
فإن رأى أنها طلعت خاصاً أو عاماً بنورها تاماً
وهيئتها ليس معها ظلمة تخالطها ولا شاهد يشهد
بالمكروه فيها فإنَ ذلك مطالعة الملك الأعظم
أهل ذلك الموضع بخير وإفضال عليهم وصلاح لأمرهم
أو إذا غلب الماء وطمى وتموج كان تأويله عذاباً.
وكذلك النار متاع للخلق ومنافع لهم.
فإن لم تغلب وتتأجج وكانت مطيعة فهي خادمه.
فإذا غلبت وأكلت ما أتت عليه وخرجت من
الطاعة فتأويلها الحرب والقتل والطاعون والبرسام والعذاب.

وكذلك الريح إذا هبت ساكنة لينة فهي تستريح
الخلق إليها وتلقح النبات لهم وتنبت الأشجار
وفيها المنافع فإذا هي عصفت وعفت كان تأويلها
عذاباً على أهل ذلك الموضع.
وكذلك البرق والرعد.

ومن رأى كأنّه يلتقط ما يسقط من متفرق السنابل في حصاد :

زرع يعرف صاحبه فإنّه يصيب من صاحب الزرع خيراً متفرقاً باقياً طويلاً.
وإن كان ما يلتقط مجموعاً عنده فهوِ يصيب ذخيرة من كسب غيره.
ومن رأى أنّه يحتك بحكاك من غير علة فإنّه يهيج أمراً عليه
أو له داع إلى العظائم من الأمور.
ومنِ رأى أنّه استغنى فوق قدره المعروف فإنّه لا يعدم
أن يكون قانعاً في معيشته راضياً بما قسم الله له فيها.
وكذلك القنوع هو الغنى في التأويل.

فإن رأى أنّه فقير فوق قدره المعروف فإنّه
لا يعدم أن يكون ضعيف القنوع بما قسم له
من الرزق كالساخط على رزقه فهو بمنزلة
الفقير ينال بقنوعه منازل الأبرار والأشراف
في الدين خاصة إذا كان مع فقره ذلك
في رؤياه دليل على البر والتقوى.

فإن رأى مع فقره عليه ثياباً خلقة فالأمر في
المكروه عليه أشد وأقوى ولا تكاد تصلح في المنام
رؤيا الخلق من الثياب على حال سيما إذا كان بالياً متقطعاً.

ومن رأى رجلاً يتمطي تمطي الشبعان من الأكل :

فلا يعدم أن يكون مستبداً باغياً متطاولاً
في أموره يصير إلى ما صارت إليه حاله في آخر الرؤيا.
فإن رأى أنّه يتكلّم بكلام له يضارع الحكمة إلا أنّه مزاح
منه فإنَّ تأويل المزاح هو البطر من فعاله المكروه في الدين.

وإن كان المتمطي ميتاً فإنَّ تأويل الرؤيا لعقبه
من الأحياء لأنّ الميت لا يتطاول ولا يستبد ولا يبغي
لما صار إلى دار الحق واشتغل بنفسه.
ولو رأى الميت يمازح في كلامه فليست برؤيا لأن الميت
مشتغل عن المزاح وكلام الخنا وذكر الفواحش وما يشبه ذلك.

فإن رأى أنّه يمضغ الماء مضغاً :

من غير أن يشربه شرباً فهو شديد الكد في طلب
المعيشة شديد التعب فيها.
والعلاج لها فإنّ رأى أنّه يشرب الطعام شرباً كشرِب الماء
فإنّه يكون موسعاً عليه في معيشته متسهلاً عليه المطلب لها.
فإن رأى رجلاً يحتقن من داء أو من مرض يجده فإنّه يرجع
في أمر له فيه صلاح في دينه من غده إذا كان ذلك
من داء وإن احتقن من غير داء يجده فإنّه يرجح في عدة
وعدها إنساناً أو في شيء نذره على نفسه أو في كلام
قد تكلم به أو في عطية قد خرجت منه
وربما كان ذلك من غضب شديد سلى به.

ومن وقع في بئر من دم :

أو خابية أو جرة من دم بعد أن يكون الدم عالياً عليه.
لا يمكن دفعه عنه فإنّه يواقع دماً يبتلى به.
وكذلك كل دم غالب يراه في موضع الماء أو في وعاء
أو مجراة أو في حوض أو غير ذلك من آثار الماء
الجاري والراكد بعد أن يكون غالباً إلا أن يرى
أنّ الدم ضعيف يصيبه أو يشربه أو يتلطخ به
فهو عند ذلك مال حرام يصيبه وإذا كان غالباً
فهو دم يبتلى به.
ومن رأى الدم ينضح عليه فإنّه يناله ممن ينضح عليه
ذلك الدم سوء بمنزلة الشرارة من النار
فهو كلام سوء يصيب صاحبه من فاعله.

فإن رأى أنِّه ذبح دجاجة أو ديكاً :

من قفاه فإنّه ينكح مملوكاً في دبره.
فإن ذبح ثوراً من قفاه فإنّه يسعى على عامل
من ورائه وكذلك البعير في هذا الموضع كان من
عراب الإبل أو بخاتيها فعلى قدر جوهره إلا أنّه ليس بعامل
.
وكذلك كل ما ينسب إلى رجل أو امرأة فإنّه
يأتي إلى المذبوح من قفاه منكر من الفعل.
وكذلك لو لبس إزاره أو ملحفته مقلوبة
أو نام على فراشه مقلوباً أو بسط له بساط
مقلوب ينام عليه أو يركب دابته مقلوباً
فهو أمر منكر يأتيه من غير وجهه المعروف.
وكل مقلوب عما كان فهو مقلوب إما من خير
إلى شر أو من شر إلى خير إلاّ الفرو فإن لبس
الفرو مقلوباً هو إظهار مال له في إفراط منه
بما لو قصد فيه وستره كان أجمل.
فإن رأى الحي أنّه أعار الميت ثوباً هو لابسه
فنزعه عنه ولبسه الميت فإنّه يمرض مرضاً يسيراً ويبرأ.

فإن رأى أنّه وهب للميت ثوباً أو غلبه عليه
ولبسه الميت وذهب به وخرج من ملك الحي فهو موت الحي.

وإن لم يخرج الثوب من ملك الحي لكنه شبه
العارية أو الوديعة أو يحفظه أو يصنعه
أو يغسله أو يطويه أو ينشره وما أشبهه
ذلك فإنّه مرض أو هم أو حزن ولا يعطب
فإن رأى أنّه ينسج درع حديد: فإنّه يبني
حصناً من الحصون جنة له من محذور أو يتخذ
أخبية من محذور أو يرتبط خيلاً يعتز بها
عند محذور أو يصطنع قوماً يستظهر بهم عند
محذور أو يجمع مالاً يدفع به عن نفسه عند
محذور أو يكون ورعاً عابداً واثقاً بدفع
الله عزّ وجلّ عنه ذلك لدعاء والديه له.
والفحم: الذي يصلِح للوقود فهو عدة لصاحبه
لذلك العمل الذي يدخل فيه الفحم.
والقار: عدة أيضاً ووقاية وجنة
من سلطان لأنّه يحفظ السفن من الماء.

ومن رأى أنّه يبلع مسامير حديد :

أو حسكاً أو شوكاً أو حجراً أو استرطه بخشونته
وجوازه في حلقه من سوى الطعام والشراب فإنه
يتجرع غيظاً بقدر صعوبة ذلك وخشونته في
حلقه ويصبر عليه بقدر احتماله ذلك.
وإن كان ما ابتلع من جوهر الطعام أو
الشراب على تلك الخشونة في حلقه فإنَّ تأويله
أن تنغص عليه حياته ومعيشته ومكسبه بقدر ذلك.

وكذلك لو كان الطلب على قدر ما استرط من
المرارة والملوحة والحموضة أو الحرارة والبرودة
حتى يمتنع من الجواز في حلقه لذلك فهو للنغص
في حياته ومعيشته ولو رأى أنّ ما استرط لبنِ
حلو أو شيء عذب فهو طيب الحياة والمعيشة
والْخفض والدعة إلا أن يكون شيئاً مكروهاً في
التأويل مثل التين والدنب الأسود والبطيخ
الأصفر والحبوب المكروهة في التأويل والبقول
والكواميخ ومن رأى كأنّ به أثر كي عتيق:
أو حديث ناتئ من الجلد فإنِّه يصيب دنيا
من كنوز إن عمل بها في طاعة الله فقد فاز
وإن عمل بها في معصية الله كوي بذلك الكنز
يوم القيامة كما قال الله عزّ وجلّ.
وفي وجه آخر إن أثر الكي إذا كان فرغ منه
ولم يؤلمه فإنّه من الذي يقال فيه آخر الأدواء
الكي فعند ذلك يجري مجرى الدواء.
فإن رأى أنِّه يكوى بالنار كياً موجعاً فهو لذعه من كلام سوء.
ومن رأى أنّه يستظل بشجر قرع: أو بورقة نابتاً
على شجرة يستأنس من وحشته ويستقبل أمره
بصلاح له وموادعة بينه وبين من ينازعه.
فإن رأى أنّه يأكل القرع: مطبوخاً قطعاً
لا يخالطه شيء ما يغيره عن جوهره وطعمه من التوابل
أو مما يكره نوعه في التأويل لأنّ التوابل هم وحزن
إذا كان يأكل من القرع مطبوخاً لم يتغير عن طعمه
فهو يرجع إليه شيء قد كان افتقده في نفسه
أو من ماله أو من دينه أو دنياه أو من قومه
أو من صحة جسمه أو ذهاب وهن يرجع إليه ذهنه
فيه وعقله بعد إدبارهما عنه أو قرة عين فاتته
ترجع إليه أو اجتماع شمل كان تفرق عنه أو حفظ لعلم
قد كان نسيه وذهب عنه لحفظه ويرجع إليه ذهنه
فيه وعلمه على قدر ما أكل من القرع المطبوخ
على نحو ما وصفت من طيب طعمه وقلته وكثرته
وكلما كان طعمه أطيب وألين فالأمر يكون عليه
فيما فإن رأى أنّه جمل القرع نيئَاً: على غير ما
وصفت فهو يصيبه فزع من الجن والإنس أو يقاتل
إنساناً يقارعه بالمنازعة في حرب أو كلام صخب يكون
فيها بينهما وإنّما اشتق ذلك من كلام أبي بكر الصديق
رضي الله عنه وسعيد بن المسيب رضي الله عنه في التأويل
وكانا يأخذان فيه بالأسماء ومعانيها ويتأولانه فلذلك
دار أكل القرع الطري النيء شبيهاً في الأسماء بالقارعة
وهي الفزع الأكبر ومقارعة الرجل صاحبه بالمنازعة
والحرب بينهما وباسم المقرعة يقرع بها الرجل من يؤذيه
وإنما اشتق تأويل شجرة القرِع وورقه
بما ارتفق يونس عليه السلام بشجرة القرع حين خرج من بطن الحوت
راجعاً إلى بلاده بالموصل وقومه واستأنس من وحشته.

وحدث مقاتل أنّ نبياً من بني إسرائيل شكا
إلى الله ذهاب ذهنه فأمره أن يأكل الدباء
مطبوخاً وهو القرع وهو اليقطين فلذلك صار
القرع مطبوخاً رجوع ذهن صاحبه إليه.

فإن رأى أنّه جمل لحم سرطان :

فإنّه يصيب مالاً وخيراً من مكان بعيد.
ومن رأى أنّه أصاب سرطاناً أو ملكه
أو اتخذه لنفسه فإنّه يصيب أو يظفر
برجل كذلك في أخلاقه وطبائعه.
والسرطان إنسان بعيد المأخذ في أخلاقه
بعيد الهمة في أمره بعيد المراجعة
عما لهج به عسر في عمله.

وأما السلحفاة :

فعابد زاهد عالم بالعلم الأول راسخ فيه.
فمن رأى أنّه أصاب سلحفاة أو ملكها
أو دخلت منزله فإنّه يظفر بإنسان كذلك
في علمه وزهده أو يداخله أو يخالطه
ويجري بينه وبينه سبب بقدر ما رأى من ذلك.
فإن رأى أنّه يأكل من لحمها فإنّه يصيب من علمه ذلك.

فإن رأى سلحفاة في طريق أو مزبلة فإنَّ ذلك
علم ضائع مجهول في الموضع الذي رأى فيه.
وإن رأى سلحفاة في وعاء أو كسوة أو كرامة
فإنّ العلم هناك عزيز مكرم معروف فضله
وخطره بقدر ما رأى من الصيانة له.
وما أكل من السمك الطري: فإنّه غنيمة وخير لأنّه من الصيد.

فإن رأى أنّه أصاب سمكاً مالحاً ورأى أنّه أكله
أو لم يأكله بعد أن يصير في يده ويملكه فإنّه
يصيبه هم من قبل مملوك أو خادم ونعيم له
بقدر ما نال من السمك المالح أو أكله
أو أصابه وكذلك صغار السمك المالح وكباره لا خير فيه
وربما خالفت الطبيعة الإنسان في السمك المالح
إذا رآه في منامه أصاب مالاً وخيراً إذا كان السمك كباراً.

ومن رأى أنّ لحيته ابيضّت :

ولم يبق من سوادها شيء فإنّه يرى بوجهه وجاهه في الناس ما يكره.
فإن كان قد بقي منها بعض سوادها فهو وقار.
وطول اللحية فوق قدرها المعروف دين يكون على صاحبها أو هم شديد.
ونقصانها وخفتها قضاء لدينه وذهاب لهمه
إذا كان بقدر ما لا يشينها.
فإن حلقت لحيته ذهب وجهه وجاهه في الناس
وكذلك النتف إلا أنَّ الحلق أهون.


وشعر العانة:

نقصانه صالح في السنة ورؤياه سلطان
يصيبه صاحبه ليس معه دين وهو أعجمي ومبلغه بقدر
طول العانة وكثرتها حتى يسحبها في الأرض.
وأما سائر شعر الجسد فماله.
ومن رأى أنّه تنور وحلق بالنورة فإن كان غنياً ذهب ماله.
وإن كان فقيراً استغنى وذهب فقره.


والأذن :

امرأة الرجل أو ابنته فما حدث فيها فهو فيهما.
وأما الصوت والجرم: فإنّه صيت الرجل في الناس وفخره فيهم.


والفم:

مفتاح أمره وخاتمته.


والقلب :
ملك الجسد والقائم به ومدبره ومن رأى سنّه تحرّكت
فإنّه مرضِ من تنسب إليه فإن رأى أنّه سقطت في يده
أو بصرها في ثوبه فإنّه يستفيد ولداً أو أخاً أو أختاً.
فإن رأى أنّها تآكلت أو درست فإنّ بعض هؤلاء تصيبه بلية
لا ينتفع أحد به ولا هو بنفسه.
ونوى التمر في المنام نية سفر ومن رأى أنّه نبت
له سن زائدة فإنّه يستفيد ولداً أو أخاً
على قدر مكان السن النابتة.
فإن رأى أنّ الزائدة تضرّ به وبأسنانه
فإنّه يضر به وبأهله.
وكذلك لو انتفع بها دونهم فإنّه ينتفع بذلك دون سائر أهله.

ومن رأى أنّه عالج شيئاً من أسنانه: حتى قلعها
أو رأى أنّ ذلك عالجه منه غيره فقلعها
فإنه يكره على غرم مال أو يشبه ذلك.
فإن رأى جميع أسنانه سقطت وصارت في يده أو عنده
فإنّه يكثر نسل أهل ذلك البيت وعددهم.

فإن رأى أنّها سقطت جميعاً فإنِّ ذوي أسنانه
من الناسِ يموتون قبله في قول سعيد بن المسيب.
وكان سعيد يأخذ بالأسماء في التأويل كثيراً
فإن رأى أنّه فقد بعض أسنانه فإنّه يغترب
من تنسب تلك السن إليه وقال القيرواني:
ربما دلت الأسنان على الأسنان التي بها قوام الإنسان
واتصال الرزق إلى البطن.
وربما دلت من الأموال على ما يستخدمه الإنسان
في طلب معيشته وكسبه من دواب وخدم وإرحاء.

فمن رأى أسنانه سقطت كلها نظرت في حاله وزمانه ويقظته.
فإن كان جميع أهل بيته مرضى في طاعون ونحوه هلكوا وبقي هو بعدهم.
وإن لم يكن له أهل وكان ذا مال ذهب ماله وسلب نعمته.
وإن كان فقيراً مات من تنسب إليه أسنانه وبقي بعدهم.
وأما سقوط السن الواحدة فإن كان من غير معالجة
وذهبت منه في حين سقوطها مات المريض من أهل بيته أو أُصيب بمال.

وإن كان حين سقوطها أخذها بيده أو صرّها في ثوبه فانظر
في حاله فإن كان عنده حمل جاءه ولد على قدر جوهر السن
ومكانها وإلا صالح أخاً أو قريباً كان قد قطعه.
وإن كان هناك دم فإنَّ ذلك إثم القطيعة للرحم
إلا أن يكون عليه دين فإنه يطلب فيه ويعالج على قضائه وإزالته.

ومن رأى أنّه حلق من شعر قفاه:

فهو يؤدي أمانته ويقضي دينه.
فإن رأى ومن رأى أنّ يده لم تزل مقطوعة وكان مع ذلك
كلام يدل على أعمال البر فإنَّ قطعها كف عن جميع المحارم والمعاصي.
وكذلك لو رأى أنّ يده أو يديه جميعاً إلى عنقه ضمتا
من غير طوق مطوّق في عنقه وكان مع ذلك شيء يدل
على أعمال البر نحو مسجد أو في سبيل
من سبل الله عزّ وجلّ فإنّه كف عن المعاصي.

ومن رأى أنّ حاكماً أو مسلطاً قطع يمينه
وبانت منه فإنّه يحلف بالله عنده بيمين كاذبة
وأما اليد اليسرى إذا قطعها حاكم أو غيره
وبانت منه فهو موت أخ أو أخت أو انقطاع ما بينه وبينهم.
أو بينه وبين أخ مؤاخ غير ذي رحم.
أو انقطاع شرِيك أو امرأة.
وإذا رأى يده قصرت عما يريد من العمل بها
والبطش أو يبست فإن تأويلها في ذات اليد
والمقدرة لا ينال ما يريد ويخذله من يستعين به.

ولو رأى في يده فضل قوة وانبساط في بطش
فإنَّ تأويله في ذات يده ومقدرته على ما يريد
ومعونة من يستعين به وفيها وجه آخر أنَّ طولها
وقصرها وقوتها وضعفها هو صنيعة من صنائع صاحبها
إلى من تصير إليه اليد ويد من الأيادي الحسنة عنده
كقول أبي بكر وسعيد بن المسيب وكانا يأخذان
في عبارة الرؤيا بالأسماء ومعانيها ويتأولون على ذلك الرؤيا.

فلو رأى أنّ يده ضعفت أو فتحت أو يبست
أو نتنت ريحها: دون غيرها من الجوارح فإنَّ ذلك
فساد صنيعة من صنائع صاحبها إلى ما صارت إليه
أو ترك إتمامها عنده أو ضعف عن اقتداره عليه.

فإن رأى أنّ يده تحولت يد نبي من الأنبياء
أو بعض الصالحين فانظر كيف كان حال ذلك
النبي أو ذلك الصالح فيمن هدى الله على أيديهم
من الضلالة أو نجا به من الهلكة وكيف كان قدره
في قومه وما لقي منهم من الأذى وكيف كان عاقبة
أمرهم وأمره فكذلك يهدي الله قوماً على يد صاحب الرؤيا
وهي اليد التي وصفت وبها ينجي الله قوماً من ضلالة إلى هدى
وما يلقى في ذلك من الأذى شبيه بما لقي ذلك النبي في الله
فتكون حاله وصنائعه في عاقبتها كنحو صنائع ذلك النبي
وهذه رؤيا شريفة لا يكاد يراها إلا أهل الفضائل والتقى.
ومن رأى مثل هذه الرؤيا بعينها من غير أهل الفضائل
والتقى والقدرة وما وصفت منها فهي محال لا تقبلها وأعرض عنها.

وأما الأظافير:

فقدرة الإنسان في دنياه.
فمن طالت أظفاره وكان جندياً لبس سلاحه لأمر يعرض له.
وإن كان صانعاً كالنجار والحداد كثر عمله ودانت له صناعته.
وإن كان صاحب بضائع وغلات كثرت أرباحه وفوائده.
وكل ذلك ما لم تطل فإن خرجت عن الحد
فرط في أمره وطلبه وكان كل ما يناله ضرراً عليه.
وأما من قص أظفاره فإن كان عليه دين أو زكاة
أو كانت عنده وديعة أو عليه نذر وفى وأدّى وقضى ما عليه وعنده.
وإن لم يكن شيء من ذلك تحرى في كسبه وتورع في أخذه وإعطائه.
وقصه من الفطرة والسنة.

وإن كان جندياً أو من دعي إلى حرب ومكره ترك سلاحه وفك يده.
وإن لم يكن في ذلك شيء من تحفظ في وضوئه واستن في عمله
وقومه وفي جميع أهل بيته وفي آدابهم وعلمهم أو في صبيانه
إن كان مؤدباً مع ما يفيده منهم إذ جميع ذلك أظفاره.
وأما من عادت أظفاره مخالب أو براثن فإنه يظفر
في حربه ويعلو على خصمه ويقهره ويقتدر على مطلوبه.
وكل ذلك لا خير فيه في السنة.

وكذلك كل من انتقلت جوارحه إلى جوارح الحيوان
إذا كان ذلك الحيوان ظالماً آكلاً للخبيث فلا خير فيه.
وأما الصدر واتساعه: فيدله على العلم والحلم وصلاح الحال.
وسعة القلب والصدر وضيقهما دال على ضد ذلك.
وربما دل صدره على صندوقه وعلبته وكيسه وكل
ما يوعى فيه خير متاعه وأنفس ماله لأنّ القلب
فيه والقلب محل سر كل عقد وقيل أنّ ضيق الصدر يدل
على البخل وسعته تدل على السخاء.

والثديان :

البنات.
فما حدث فيها ففي البنات من صلاح أو فساد.
واليمين هو البنين واليسار البنات ولبنهما
دال على الولد لأنّه غذاؤه وحياته.
وربما دل على الرزق والخصب لأنّه من علاماته
وآياته على قدر كثرته وطيبه.
فإن رضع منه أحد فلا خير فيه للراضع
والمرضع لأنّه يدل على الذلة والسجن والحزن
لما نال موسى وأمه من قبل التابوت وبعده.
وأما البطن: من ظاهر ومن باطن فمال أو
ولد أو قرابة من عشيرته.
فإن رأى بأنّه طاوي البطن ولم ينتقص من خلقه
شيء فإنّه يقل ماله أو ولده إذا كان خلاؤه من غير جوع.
وإذا رأى أنّه جائع فإنه يكون حريصاً نهماً ويصيب مالاً
بقدر مبلغ الجوع منه وقوته.
والشبع ملالة له والعطش سوء حال في دينه والري صلاح في دينه.
ويدل البطن أيضاً على مخزن الإنسان وموضع غلاته
لاجتماع طعامه فيه وتصرفه منه في المصالح والنفقات.

وربما كان بطنه داره أو بيته ودوارته زوجته
وكبده ولده وقلبه والده ورئته خادمه وابنته
وكرشه كيسه أو حانوته أو مخزنه والحلقوم حياته وعصبه وعصبته.
وربما دل قلبه: على أميره وأستاذه ومدبر أمره.
وربما كان قلبه هو نفسه المدبر على أهله القائم بصلاح بيته.
وربما دل على ولده.
فمن رأى قلبه يخطف من بطنه أو خرج من حلقه
أو خرج من دبره فأكلته دابة أو التقفه طائر
هلك إن كان مريضاً من يدل القلب عليه وإلا طار
قلبه خوفاً ووجلاً من الله تعالى أو من طارق يطرقه.
وقد يذهب عقله أو يفسد دينه لأنّ القلب محل الاعتقادات.
وأما من رأى قلبه مسوداً أو ضيقاً لطيفاً جداً
أو مغشى بغشاء أو محجوباً لا يرى أو مربوطاً
عليه ثوب فإنَّ صاحبه كافر أو مذنب قد طبع
على قلبه وحجب عن طاعة ربه وعمي عما يهتدى به
وتراكم الران على قلبه.
وربما كان بطنه سفينة وقلبه رأسها ومصارينه خدمها
ورئته قلعها وحلقومه صارتها وكرشه أنكاتها وأضلاعه
حيطانها ولحمه ألواحها وجلده مشاقها وقارها.
فمن رأى بطنه متخرقاً متمزقاً وقد سالت أمعاؤه
وتفرقت أحشاؤه وتبددت أضلاعه عطبت سفينته.
.
وقد يدل بطن من لا سفينة له على حانوته التي
إليها يأتي الربح ومنها تخرج النفقة والخسارة.
ومعدته كيسه وحشو بضائعه وقد يدل حشو بطنه
على أمواله المدفونة ومنه يقال الكنوز أكباد الأرض.

وتدل الأضلاع :

على النساء من أهله لاعوجاجهن ولأنَّ حواء
خلقت من ضلع آدم اليسرى.
وقد تدل على حجارة بيته وداره ولحمه طينها
أو كلسها وجلده ظهرها ودمه الماء
المعجون به ترابها وعظمه عقودها.
فمن رأى بيته أو داره مهدومة وهو مريض بالبطن هلك بها.

وإن عاد في المنام إلى بنائها وإصلاحهما وأفاق
من علته إن كان قد كملت له في منامه وإلا بقي
من أيام مرضه مقدار ما بقي عليه من عمله وبقائه.

لكن الصحة راجعة إلى اسمه والدم جار في عروقه.
وربما دلت أضلاعه على دوابه ولحمه على بضائع
وسلع يحملها فوقها وجلده على جلابيبها لمن كان ذلك شأنّه.
فما أصابه في ضلع من أضلاعه من كسر دل ذلك على موت دابة من دوابه.

وإن سلخ شيء من جلده انشق حمله أو رزقه
أو فتح سفطه أو قفصه بغير إذنه فتفقد اليقظة
وما فيها واقدار الناس وزيادة المنام في ذلك.
والكتف امرأة وما حدث فإن رأى أمعاءه أو شيئاً مما في جوفه:
فإنّه يظهر ماله المدخور عنده أو من أهل بيته
من يسود ويبلغ أو هو نفسه فإن رأى أنّه يأكل
أمعاءه أو شيئاً مما في جوف غيره فهو يصيب من ذلك
مالاً مدخوراً ويأكله إن كان ذلك من ولد أو أخ أو غير ذلك من الناس.
فإن رأى أنّه يأكل كبد إنسان أو أصابها.
فهو يصيب مالاً مدفوناً يأكله.
فإن كانت أكباداً كثيرة مطبوخة أو مشوية
أو نيئة فهي كنوز تفتح له ويصيبها.
وأما الدماغ: فدال على مال صاحبه المكنوز
المجنون فإن كان فقيراً فدماغه دال على حياته.
فما رأى فيه من نقص أو زيادة أو حادثة عاد على
ما يدل عليه وقد يدل على الدين واعتقاد
القلب وعلى السر المكنون.
فإن رأى في بطنه دوداً يأكل من بطنه فإنّهم
عياله يأكلون من ماله.
والقمل عيال الرجل فإن رأى أنّه يتناثر من جسده
أو من بعض أعضائه القمل أو الدود ورأى أنهما كثيراً
على جسده أو ثيابه أو أحدهما
فإنَّ صاحب ذلك يصيب مالاً وحشماً وعيالاً.

تابع باقى الباب فى الصفحة { 4 } ،،،
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://candles.forumegypt.net
 
تابع ذكر أنواع شتى فى التأويل ( 3 )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  تابع ذكر أنواع شتى فى التأويل ( 2 )
»  تابع ذكر أنواع شتى فى التأويل ( 4 )
» تأويل رؤيا أنواع شتى لا يشاكل بعضها بعضأ .

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات شـــموع الحياة :: ألآقسام العامة :: منتدى الآبراج وتفسير الآحلام-
انتقل الى: